بسم الله الرحمن الرحیم
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج51 223 باب 13 ما فیه ع من سنن الأنبیاء و الاستدلال بغیباتهم على غیبته صلوات الله علیهم ..... ص : 215
عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَلَى مَوْلَانَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَرَأَیْنَاهُ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ وَ عَلَیْهِ مِسْحٌ خَیْبَرِیٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَیْبٍ مُقَصَّرُ الْکُمَّیْنِ وَ هُوَ یَبْکِی بُکَاءَ الْوَالِهِ الثَّکْلَى ذَاتَ الْکَبِدِ الْحَرَّى قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَیْهِ وَ شَاعَ التَّغَیُّرُ فِی عَارِضَیْهِ وَ أَبْلَى الدُّمُوعُ مَحْجِرَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ سَیِّدِی غَیْبَتُکَ نَفَتْ رُقَادِی وَ ضَیَّقَتْ عَلَیَّ مِهَادِی وَ أَسَرَتْ مِنِّی رَاحَةَ فُؤَادِی سَیِّدِی غَیْبَتُکَ أَوْصَلَتْ مُصَابِی بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَ فَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ یُفْنِی الْجَمْعَ وَ الْعَدَدَ فَمَا أُحِسُّ بِدَمْعَةٍ تَرْقَى مِنْ عَیْنِی وَ أَنِینٍ یَفْتُرُ مِنْ صَدْرِی عَنْ دَوَارِجِ الرَّزَایَا وَ سَوَالِفِ الْبَلَایَا إِلَّا مُثِّلَ لِعَیْنِی عَنْ عَوَائِرِ أَعْظَمِهَا وَ أَفْظَعِهَا وَ تَرَاقِی أَشَدِّهَا وَ أَنْکَرِهَا وَ نَوَائِبَ مَخْلُوطَةٍ بِغَضَبِکَ وَ نَوَازِلَ مَعْجُونَةٍ بِسَخَطِکَ قَالَ سَدِیرٌ فَاسْتَطَارَتْ عُقُولُنَا وَلَهاً وَ تَصَدَّعَتْ قُلُوبُنَا جَزَعاً عَنْ ذَلِکَ الْخَطْبِ الْهَائِلِ وَ الْحَادِثِ الْغَائِلِ وَ ظَنَنَّا أَنَّهُ سِمَةٌ لِمَکْرُوهَةٍ قَارِعَةٍ أَوْ حَلَّتْ بِهِ مِنَ الدَّهْرِ بَائِقَةٌ فَقُلْنَا لَا أَبْکَى اللَّهُ یَا ابْنَ خَیْرِ الْوَرَى عَیْنَیْکَ مِنْ أَیِّ حَادِثَةٍ تَسْتَنْزِفُ دَمْعَتَکَ وَ تَسْتَمْطِرُ عَبْرَتَکَ وَ أَیَّةُ حَالَةٍ حَتَمَتْ عَلَیْکَ هَذَا الْمَأْتَمَ قَالَ فَزَفَرَ الصَّادِقُ ع زَفْرَةً انْتَفَخَ مِنْهَا جَوْفُهُ وَ اشْتَدَّ مِنْهَا خَوْفُهُ وَ قَالوَیْکُمْ إِنِّی نَظَرْتُ فِی کِتَابِ الْجَفْرِ صَبِیحَةَ هَذَا الْیَوْمِ وَ هُوَ الْکِتَابُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى عِلْمِ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الرَّزَایَا وَ عِلْمِ مَا کَانَ وَ مَا یَکُونُ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ الَّذِی خَصَّ اللَّهُ تَقَدَّسَ اسْمُهُ بِهِ مُحَمَّداً وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ تَأَمَّلْتُ فِیهِ مَوْلِدَ قَائِمِنَا وَ غِیبَتَهُ وَ إِبْطَاءَهُ وَ طُولَ عُمُرِهِ وَ بَلْوَى الْمُؤْمِنِینَ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ وَ تَوَلُّدَ الشُّکُوکِ فِی قُلُوبِهِمْ مِنْ طُولِ غَیْبَتِهِ وَ ارْتِدَادَ أَکْثَرِهِمْ عَنْ دِینِهِمْ وَ خَلْعَهُمْ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْنَاقِهِمُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَقَدَّسَ ذِکْرُهُ وَ کُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ یَعْنِی الْوَلَایَةَ فَأَخَذَتْنِی الرِّقَّةُ وَ اسْتَوْلَتْ عَلَیَّ الْأَحْزَانُ فَقُلْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ کَرِّمْنَا وَ شَرِّفْنَا بِإِشْرَاکِکَ إِیَّانَا فِی بَعْضِ مَا أَنْتَ تَعْلَمُهُ مِنْ عِلْمٍ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى أَدَارَ فِی الْقَائِمِ مِنَّا ثَلَاثَةً أَدَارَهَا فِی ثَلَاثَةٍ مِنَ الرُّسُلِ قَدَّرَ مَوْلِدَهُ تَقْدِیرَ مَوْلِدِ مُوسَى ع وَ قَدَّرَ غَیْبَتَهُ تَقْدِیرَ غَیْبَةِ عِیسَى ع وَ قَدَّرَ إِبْطَاءَهُ تَقْدِیرَ إِبْطَاءِ نُوحٍ ع وَ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ عُمُرَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ أَعْنِی الْخَضِرَ دَلِیلًا عَلَى عُمُرِهِ فَقُلْتُ اکْشِفْ لَنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ وُجُوهِ هَذِهِ الْمَعَانِی قَالَ أَمَّا مَوْلِدُ مُوسَى فَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا وَقَفَ عَلَى أَنَّ زَوَالَ مُلْکِهِ عَلَى یَدِهِ أَمَرَ بِإِحْضَارِ الْکَهَنَةِ فَدَلُّوهُ عَلَى نَسَبِهِ وَ أَنَّهُ یَکُونُ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَمْ یَزَلْ یَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِشَقِّ بُطُونِ الْحَوَامِلِ مِنْ نِسَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ حَتَّى قَتَلَ فِی طَلَبِهِ نَیِّفاً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ مَوْلُودٍ وَ تَعَذَّرَ عَلَیْهِ الْوُصُولُ إِلَى قَتْلِ مُوسَى لِحِفْظِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى إِیَّاهُ کَذَلِکَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ بَنُو الْعَبَّاسِ لَمَّا وَقَفُوا عَلَى أَنَّ زَوَالَ مُلْکِهِمْ وَ الْأُمَرَاءِ وَ الْجَبَابِرَةِ مِنْهُمْ عَلَى یَدِ الْقَائِمِ مِنَّا نَاصَبُونَا الْعَدَاوَةَ وَ وَضَعُوا سُیُوفَهُمْ فِی قَتْلِ آلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِبَادَةِ نَسْلِهِ طَمَعاً مِنْهُمْ فِی الْوُصُولِ إِلَى قَتْلِ الْقَائِمِ ع وَ یَأْبَى اللَّهُ أَنْ یَکْشِفَ أَمْرَهُ لِوَاحِدٍ مِنَ الظَّلَمَةِ إِلَى أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ ... وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ وَ أَمَّا غَیْبَةُ عِیسَى ع فَإِنَّ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَى اتَّفَقَتْ عَلَى أَنَّهُ قُتِلَ وَ کَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لکِنْ شُبِّهَ لَهُمْ کَذَلِکَ غَیْبَةُ الْقَائِمِ ع فَإِنَّ الْأُمَّةَ تُنْکِرُهَا لِطُولِهَا فَمِنْ قَائِلٍ بِغَیْرِ هُدًى بِأَنَّهُ لَمْ یُولَدْ وَ قَائِلٍ یَقُول إِنَّهُ وُلِدَ وَ مَاتَ وَ قَائِلٍ یَکْفُرُ بِقَوْلِهِ إِنَّ حَادِیَ عَشَرَنَا کَانَ عَقِیماً وَ قَائِلٍ یَمْرُقُ بِقَوْلِهِ إِنَّهُ یَتَعَدَّى إِلَى ثَالِثَ عَشَرَ فَصَاعِداً وَ قَائِلٍ یَعْصِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ إِنَّ رُوحَ الْقَائِمِ ع یَنْطِقُ فِی هَیْکَلِ غَیْرِهِ وَ أَمَّا إِبْطَاءُ نُوحٍ ع فَإِنَّهُ لَمَّا اسْتَنْزَلَ الْعُقُوبَةَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ السَّمَاءِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَبْرَئِیلَ الرُّوحَ الْأَمِینَ بِسَبْعَةِ نَوَیَاتٍ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى یَقُولُ لَکَ إِنَّ هَؤُلَاءِ خَلَائِقِی وَ عِبَادِی وَ لَسْتُ أُبِیدُهُمْ بِصَاعِقَةٍ مِنْ صَوَاعِقِی إِلَّا بَعْدَ تَأْکِیدِ الدَّعْوَةِ وَ إِلْزَامِ الْحُجَّةِ فَعَاوِدْ اجْتِهَادَکَ فِی الدَّعْوَةِ لِقَوْمِکَ فَإِنِّی مُثِیبُکَ عَلَیْهِ وَ اغْرِسْ هَذَا النَّوَى فَإِنَّ لَکَ فِی نَبَاتِهَا وَ بُلُوغِهَا وَ إِدْرَاکِهَا إِذَا أَثْمَرَتِ الْفَرَجَ وَ الْخَلَاصَ فَبَشِّرْ بِذَلِکَ مَنْ تَبِعَکَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا نَبَتَتِ الْأَشْجَارُ وَ تَأَزَّرَتْ وَ تَسَوَّقَتْ وَ تَغَصَّنَتْ وَ أَثْمَرَتْ وَ زَهَا الثَّمَرُ عَلَیْهَا بَعْدَ زَمَنٍ طَوِیلٍ اسْتَنْجَزَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى الْعِدَةَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى أَنْ یَغْرِسَ مِنْ نَوَى تِلْکَ الْأَشْجَارِ وَ یُعَاوِدَ الصَّبْرَ وَ الِاجْتِهَادَ وَ یُؤَکِّدَ الْحُجَّةَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَ بِذَلِکَ الطَّوَائِفَ الَّتِی آمَنَتْ بِهِ فَارْتَدَّ مِنْهُمْ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ وَ قَالُوا لَوْ کَانَ مَا یَدَّعِیهِ نُوحٌ حَقّاً لَمَا وَقَعَ فِی وَعْدِ رَبِّهِ خُلْفٌ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لَمْ یَزَلْ یَأْمُرُهُ عِنْدَ کُلِّ مَرَّةٍ أَنْ یَغْرِسَهَا تَارَةً بَعْدَ أُخْرَى إِلَى أَنْ غَرَسَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ فَمَا زَالَتْ تِلْکَ الطَّوَائِفُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ تَرْتَدُّ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ إِلَى أَنْ عَادَ إِلَى نَیِّفٍ وَ سَبْعِینَ رَجُلًا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ ذَلِکَ إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا نُوحُ الْآنَ أَسْفَرَ الصُّبْحُ عَنِ اللَّیْلِ لِعَیْنِکَ حِینَ صَرَّحَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ وَ صَفَا الْأَمْرُ لِلْإِیمَانِ مِنَ الْکَدَرِ بِارْتِدَادِ کُلِّ مَنْ کَانَتْ طِینَتُهُ خَبِیثَةً فَلَوْ أَنِّی أَهْلَکْتُ الْکُفَّارَ وَ أَبْقَیْتُ مَنْ قَدِ ارْتَدَّ مِنَ الطَّوَائِفِ الَّتِی کَانَتْ آمَنَتْ بِکَ لَمَا کُنْتُ صَدَقْتُ وَعْدِیَ السَّابِقَ لِلْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ أَخْلَصُوا التَّوْحِیدَ مِنْ قَوْمِکَ وَ اعْتَصَمُوا بِحَبْلِ نُبُوَّتِکَ بِأَنْ أَسْتَخْلِفَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ أُمَکِّنَ لَهُمْ دِینَهُمْ وَ أُبَدِّلَ خَوْفَهُمْ بِالْأَمْنِ لِکَیْ تَخْلُصَ الْعِبَادَةُ لِی بِذَهَابِ الشَّکِّ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ کَیْفَ یَکُونُ الِاسْتِخْلَافُ وَ التَّمْکِینُ وَ بَدَلُ الْخَوْفِ بِالْأَمْنِ مِنِّی لَهُمْ مَعَ مَاکُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ ضَعْفِ یَقِینِ الَّذِینَ ارْتَدُّوا وَ خُبْثِ طِینَتِهِمْ وَ سُوءِ سَرَائِرِهِمُ الَّتِی کَانَتْ نَتَائِجَ النِّفَاقِ وَ سُنُوحَ الضَّلَالَةِ فَلَوْ أَنَّهُمْ تَسَنَّمُوا مِنِّی مِنَ الْمُلْکِ الَّذِی أُوتِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَقْتَ الِاسْتِخْلَافِ إِذَا أَهْلَکْتُ أَعْدَاءَهُمْ لَنَشَقُوا رَوَائِحَ صِفَاتِهِ وَ لَاسْتَحْکَمَتْ سَرَائِرُ نِفَاقِهِمْ وَ تَأَبَّدَ حِبَالُ ضَلَالَةِ قُلُوبِهِمْ وَ کَاشَفُوا إِخْوَانَهُمْ بِالْعَدَاوَةِ وَ حَارَبُوهُمْ عَلَى طَلَبِ الرِّئَاسَةِ وَ التَّفَرُّدِ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ کَیْفَ یَکُونُ التَّمْکِینُ فِی الدِّینِ وَ انْتِشَارُ الْأَمْرِ فِی الْمُؤْمِنِینَ مَعَ إِثَارَةِ الْفِتَنِ وَ إِیقَاعِ الْحُرُوبِ کَلَّا فَ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا قَالَ الصَّادِقُ ع وَ کَذَلِکَ الْقَائِمُ ع تَمْتَدُّ أَیَّامُ غَیْبَتِهِ لِیُصَرِّحَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ وَ یَصْفُوَ الْإِیمَانُ مِنَ الْکَدَرِ بِارْتِدَادِ کُلِّ مَنْ کَانَتْ طِینَتُهُ خَبِیثَةً مِنَ الشِّیعَةِ الَّذِینَ یُخْشَى عَلَیْهِمُ النِّفَاقُ إِذَا أَحَسُّوا بِالاسْتِخْلَافِ وَ التَّمْکِینِ وَ الْأَمْنِ الْمُنْتَشِرِ فِی عَهْدِ الْقَائِمِ ع قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ النَّوَاصِبَ تَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی أَبِی بَکْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ عَلِیٍّ قَالَ لَا یَهْدِ اللَّهُ قُلُوبَ النَّاصِبَةِ مَتَى کَانَ الدِّینُ الَّذِی ارْتَضَاهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مُتَمَکِّناً بِانْتِشَارِ الْأَمْنِ فِی الْأُمَّةِ وَ ذَهَابِ الْخَوْفِ مِنْ قُلُوبِهَا وَ ارْتِفَاعِ الشَّکِّ مِنْ صُدُورِهَا فِی عَهْدِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ فِی عَهْدِ عَلِیٍّ ع مَعَ ارْتِدَادِ الْمُسْلِمِینَ وَ الْفِتَنِ الَّتِی کَانَتْ تَثُورُ فِی أَیَّامِهِمْ وَ الْحُرُوبِ الَّتِی کَانَتْ تَنْشَبُ بَیْنَ الْکُفَّارِ وَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ تَلَا الصَّادِقُ ع حَتَّى إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ کُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا وَ أَمَّا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْخَضِرُ ع فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى مَا طَوَّلَ عُمُرَهُ لِنُبُوَّةٍ قَدَّرَهَا لَهُ وَ لَا لِکِتَابٍ یُنْزِلُهُ عَلَیْهِ وَ لَا لِشَرِیعَةٍ یَنْسَخُ بِهَا شَرِیعَةَ مَنْ کَانَ قَبْلَهَا مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا لِإِمَامَةٍ یُلْزِمُ عِبَادَهُ الِاقْتِدَاءَ بِهَا وَ لَا لِطَاعَةٍ یَفْرِضُهَا لَهُ بَلَى إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لَمَّا کَانَ فِی سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ یُقَدِّرَ مِنْ عُمُرِ الْقَائِمِ ع فِی أَیَّامِ غَیْبَتِهِ مَا یُقَدِّرُ وَ عَلِمَ مَا یَکُونُ مِنْ إِنْکَارِ عِبَادِهِ بِمِقْدَارِ ذَلِکَ الْعُمُرِ فِی الطُّولِ طَوَّلَ عُمُرَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ مِنْ غَیْرِ سَبَبٍ أَوْجَبَ ذَلِکَ إِلَّا لِعِلَّةِ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى عُمُرِ الْقَائِمِ ع وَ لِیَقْطَعَ بِذَلِکَحُجَّةَ الْمُعَانِدِینَ لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّة
مهدى موعود-ترجمه جلد سیزدهم بحار متن 489 عمر طولانى حضرت خضر ..... ص : 489
حدیث سدیر صیرفى
نیز در کمال الدین است که سدیر صیرفى گفت: من و مفضّل بن عمر و ابو بصیر و ابان بن تغلب بحضور امام جعفر صادق علیه السّلام شرفیاب شدیم. دیدیم حضرت روى زمین نشسته و عبائى بىیقه پوشیده، که آستینهایش کوتاه بود، و در آن حال مانند پدر فرزند مرده جگر سوخته گریه میکرد و آثار حزن از رخسار مبارکش پیدا بود بطورى که رنگش تغییر کرده بود و در حالى که کاسه چشمش پر از اشک بود، میفرمود:
اى آقاى من! غیبت تو خواب را از من ربوده و لباس صبر بر تنم تنگ نموده و آرامش جانم را سلب کرده!.
اى آقاى من! غیبت تو مصائب مرا باندوه ابدى که یکى بعد از دیگرى از ما را میرباید، و جمع ما را بهم میزند، کشانده است. من با شک چشم و نالههاى سینهام که از مصائب و بلاهاى گذشته دارم نمىنگرم، جز اینکه در نظرم بزرگتر و بدتر از آنها مجسم میگردد.
سدیر میگوید: از این امر عظیم و نالههاى جانگداز هوش از سر ما پرید و دل ما از جا کنده شد و پنداشتیم که مصیبت بزرگى براى حضرت روى داده است. من عرض کردم: اى فرزند بهترین مردم روى زمین! خدا دیدگان شما را نگریاند. براى چه این طور سیلاب اشک از دیدگانت فرو میریزد؟ و چه چیز باعث این مصیبت گشته است؟.
حضرت آه سختى کشید که از اثر آن شکم مبارکش برآمده و بشدت حالشتغییر کرد آنگاه فرمود: امروز صبح در کتاب جفر مینگریستم. این کتاب مشتمل است بر علم مرگها و بلاها و مصائب، و علم گذشته و آینده تا روز قیامت که خداوند متعال بمحمد و امامان بعد از او ارزانى داشته است. در آن کتاب دیدم که نوشته قائم ما متولد میگردد و غیبت مینماید. غیبت او طولانى مىشود و عمرش بطول میانجامد. در آن زمان اهل ایمان امتحان میشوند و بواسطه طول غیبتش شک و تردید در دل آنها پدید مىآید و بیشتر آنها از دین خود برمیگردند و رشته اسلام را از گردن خود بیرون مىآورند، با اینکه خداوند میفرماید: وَ کُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ یعنى: رشته عمل هر کس را بگردن خودش انداختهایم.
از مطالعه اینها رقت گرفتم و اندوه بر دلم مستولى گردید. عرضکردیم: یا ابن رسول اللَّه! ما را نیز در اطلاع قسمتى از آنچه در این باره میدانید سهیم نموده سرافراز فرمائید!.
فرمود: خداوند متعال سه چیز را که در مورد پیغمبران عملى ساخت، در خصوص قائم ما نیز عملى میسازد: ولادت او را مانند ولادت موسى و غیبتش را چون غیبت عیسى و طول عمرش را بسان طول عمر نوح مقدر فرموده، و سپس طول عمر بنده صالح خدا، خضر پیغمبر را دلیل طول عمر آن حضرت قرار داده است.
عرضکردیم: یا ابن رسول اللَّه! علل این معانى را که فرمودى براى ما شرح بده فرمود:
ولادت حضرت موسى
ولادت موسى علیه السّلام بدین گونه بود که چون فرعون دانست زوال ملکش بدست او انجام میپذیرد، کاهنان را احضار کرد و آنها بوى گفتند این مرد از تیره بنى- اسرائیل خواهد بود، او هم بمأمورین خود دستور داد که شکم زنان آبستن را شکافته و اطفال آنها را سر ببرند. براى نیل باین منظور بیش از بیست هزار طفل را بقتل رساندند، و مع الوصف خداوند موسى را حفظ کرد و آنها بوى دسترسى نیافتند.
بنى امیه و بنى عباس هم چون دانستند که دولت و امراء و ستمگرانشان بدست قائم ما نابود مىشود، دشمنى ما را بدل گرفتند و با شمشیر کشیده بکشتن و قطع نسل خاندان پیغمبر پرداختند، با این امید که «قائم آل محمد» را بقتل رسانند، ولى خداوند نگذاشت که یکنفر از ستمگران بوى دست یابد و بدین گونه نور خود را کامل کرد، هر چند مشرکین ناخوش بدارند.
غیبت حضرت عیسى
غیبت عیسى (ع) نیز بدین گونه بود: یهود و نصارى اتفاق دارند که وى کشتهشده، ولى خداوند آنها را تکذیب فرمود: قال اللَّه تعالى: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لکِنْ شُبِّهَ لَهُم (یعنى او را نکشتند و دار نزدند بلکه مطلب بر آنان مشتبه گشت) غیبت قائم ما نیز چنین است. زیرا امّت اسلام بواسطه طولانى شدن غیبتش وجود او را انکار میکنند. بعضى خواهند گفت. هنوز متولد نشده، و گروهى میگویند:
متولد شده و وفات کرده. و طایفهاى میگویند: امام یازدهم عقیم بوده، و جماعتى ائمه را سیزده تن و بیشتر خواهند دانست. و عدهاى هم میگویند. روح قائم در بدن دیگرى سخن میگوید!
طول عمر حضرت نوح
طول عمر نوح (ع) همچنین بود که چون از خداوند خواست تا بر قومش عذاب فرو فرستد، جبرئیل هفت دانه هسته نزد وى آورد و گفت: اى پیغمبر خدا پروردگار میفرماید: اینها مخلوق و بندگان من هستند آنها را با صاعقه هلاک نمیگردانم مگر بعد از تأکید دعوت و الزام حجت بر آنها. پس دوباره قوم را به خداپرستى دعوت کن که در مقابل آن بتو ثواب خواهیم داد.
این هستهها را کشت کن موقعى که روئیدند و بحدّ کمال رسیدند و بارور شدند هنگام نزول رحمت الهى فرا رسد و از شر قوم آسوده خواهى شد، و مؤمنین را باین خبر مژده ده. چون درختها روئید و شاخ و برگ درآورد و باردار شد و بعد از مدتى چنان که میباید ثمر داد، نوح از خداوند درخواست نمود که طبق وعده او را از شر قوم خلاصى دهد، ولى خداوند دوباره دستور داد که از هسته آن درختها بکارد و صبر پیشه گیرد و سعى کند و حجت را بر قوم مؤکد بدارد. نوح حکم جدید را باطلاع کسانى که بوى ایمان آورده بودند رسانید و سیصد تن از آنها از وى برگشتند و گفتند اگر دعوت نوح حق بود نمیباید خدایش خلف وعده کند.
سپس خداوند متعال هفت بار پى در پى او را مأمور گشت تخم آن درخت نمودو هر بار گروهى از مؤمنین از وى رو بر میتافتند تا اینکه پیروان او مردّد شدند و بهفتاد و چند مرد تقلیل یافتند. آنگاه خداوند بوى وحى فرستاد که: نقاب شب ظلمانى از چهره صبح نورانى در پیش رویت برداشته شد. زیرا حق آشکار گشت و نور ایمان از زنگار ارتداد کسانى که داراى سرشت پلید بودند پاک گردید. اگر من کفار را نابود کنم، ولى کسانى را که بتو ایمان آورده بودند و بعد از تو روى برتافتند و مرتد گشتند باقى گذارم، بوعده خود عمل نکردهام، وعدهاى که بمؤمنین سابق قومت که در ایمان بیگانگى خدا اخلاص ورزیده و بریسمان پیغمبریت چنگ زدهاند، دادم که آنها را در روى زمین جاى دهم و در دین ثابت بدارم و ترس آنها را تبدیل بأمن کنم، تا شک از لوح دلشان برطرف شود و مرا با اخلاص، پرستش کنند چطور ممکن بود کسانى را که مرتد شدند در زمین جاى دهم و دینشان را ثابت نگهدارم و ترسشان را تبدیل بأمن کنم؟! در صورتى که میدانم که ایمانى ضعیف و سرشتى پلید و باطنى بد دارند؟.
اگر در موقع نابود ساختن دشمنان، که میخواستم مؤمنین را در زمین جاى دهم، آن طایفه مرتد بوى خلافت را که بمؤمنین داده شده، استشمام میکردند، در نفاق و گمراهى راسختر میگشتند و با برادران خود بدشمنى بر میخواستند و بخاطر ریاست با آنها میجنگیدند، بنا بر این با این فتنهها و جنگها با برادران چطور ممکن است تمکین از دین و انتشار ایمان در میان مؤمنین جمع شود؟ پس با امداد و وحى ما کشتى را بساز!.
سپس حضرت صادق علیه السّلام فرمود قائم ما هم غیبتش طولانى میگردد تا آنکه حق آشکار گردد، و نور ایمان از زنگار ارتداد شیعیانى که داراى سرشت پلید هستند پاک شود بطورى که اگر آنها احساس کنند در ایام ظهور مهدى مؤمنین با اخلاص از عزت و ثبات ایمان و امنیت آن زمان بهرهمند خواهند بود، بواسطه نفاقى که دارند، بوحشت مىافتند مفضّل میگوید: عرضکردم: یا ابن رسول اللَّه! ناصبىها میپندارند که این آیهدر باره ابو بکر و عمر و عثمان و على نازل شده است فرمود: خداوند دلهاى ناصبىها را هدایت نکند. چه وقت دینى را که خدا و رسول پسندیدهاند، از انتشار امن میان امت و رفع ترس از دلها و برطرف ساختن شک از سینههاى آنها، در زمان یکى از این سه نفر و در خلافت ظاهرى امیر المؤمنین که مسلمین مرتد گشتند و فتنهها و جنگهائى که میان آنها و کفار واقع شد، برخوردار بود؟.
آنگاه حضرت این آیه شریفه را تلاوت فرمود: حَتَّى إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ کُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا (یعنى: موقعى که پیغمبران از راهنمائى مردم مأیوس گشتند و گمان کردند بآنها دروغ گفته شده، یارى ما بآنها رسید).
عمر طولانى حضرت خضر
و اما طول عمر خضر، براى آن نبود که منصب نبوت بوى اعطا شود یا کتابى بر او نازل گردد، یا دینش، دین انبیاء پیش از خود را نسخ کند، یا داراى مقام امامت باشد که مردم پیروى او را لازم بدانند، یا بخاطر اطاعتى باشد که خداوند بر وى واجب گرداند، بلکه چون در علم ازلى خداوند مقدار عمر قائم ما و طول غیبت او تقدیر شده بود و میدانست که بندگانش طول عمر او را انکار میکنند، از این رو عمر خضر را طولانى گردانید، تا در اثبات طول عمر قائم ما بوسیله آن استدلال شود.
و بدان وسیله ایراد دشمنان از میان برود و مردم را بر خدا حجّت و ایرادى نباشد.
اللهم عجل لولیک الفرج